الثلاثاء، 2 أكتوبر 2018

لوبيتيغي يهدم امبراطورية زيدان في ريال مدريد!!



قد يكون العنوان خادعاً عزيزي القارىء وقد يظن البعض أن جوليان لوبيتيغي يهدم امبراطورية المدرب الفرنسي زين الدين زيدان عن طريق تحقيق نتائج طيبة وأرقام تفوق ما حققه المدرب الفرنسي ولكن الواقع مغاير جوليان لوبيتيغي يُضيع هيبة نادي ريال مدريد الإسباني. الحقيقة تقول أنه يهدم ما بناه زيدان طيلة ثلاثة سنوات حافلة بأبرز انجازات ريال مدريد الأوروبية.








ومنذ الفوز الباهت الذي حققه ريال مدريد على إسبانيول ببطولة الليغا لم يتذوق النادي الملكي طعم الانتصارات سواء بالمسابقات المحلية أو حتى القارية فنراه يسقط ويتبعثر على أرضية ملعب رامون سانشيز بيزخوان بثلاثية مهينة أمام إشبيلية ونراه تارة أخرى يكتفي بالتعادل أمام أتلتيكو مدريد على ملعب سانتياغو برنابيو ولم نلاحظ أي رغبة أو دوافع لدى لاعبي الملكي من أجل الفوز والانتقام من جاره اللدود الذي ألحق به هزيمة مذلة برباعية مقابل هدفين بالسوبر الأوروبي مطلع هذا الموسم.


ثم جاء الدور في المسابقة الأوروبية تلك المسابقة التي اكتسحها ريال مدريد بالطول والعرض طيلة السنوات الماضية وكانت الخصوم تخرج مهللة وفرحة إذا نجحت في الخروج بالتعادل أمام الملكي والأن أصبح الميرنغي فريسة سهلة لجميع الذئاب الأوروبية والتي تتمنى سقوط الأسد القوي وهو ما يتحقق بالفعل على يد لوبيتيغي.


ومنذ هزيمة النادي الملكي المفاجئة ببطولة أوروبا بالنسخة التي يحمل لقبها أمام يوفنتوس الإيطالي في مرحلة الإياب بالدور ربع النهائي لم يعرف رجال الميرنغي الهزيمة الأوروبية مطلقاً سوى على يد لوبيتيغي واذا تحدثنا عن خسارة أمام يوفنتوس قد يتقبلها البعض ولو قليلاً لقد خسر الملكي أمام فريق يمتلك باع كبير والفريق الأكبر في إيطاليا ولكن وجدنا الأن الملكي يخسر أمام سيسكا موسكو الروسيالكارثة ليس في استقبال هدف مبكر في الدقيقة 22 الكارثة في فشل نجوم الميرنغي في التعويض أو الخروج بنتيجة التعادل على الأقل دون تدخل من لوبيتيغي الذي اكتفى بدور المشاهد على مقاعد البدلاء.



ومن مميزات المدرب الفرنسي زيدن الدين زيدان توافر البدلاء الأقوياء القادرين على انتشال الفريق واظهار الفارق حتى في حالة غياب أي لاعب أساسي ففي حالة غياب رونالدو نرى إيسكو وفي حالة غياب إيسكو نرى أسينسيو ولوكاس فاسكيز ورأينا أفضل نسخة لراموس ومارسيلو وأروع أداء من الموسيقار مودريتش وتوني كروس صاحب التمريرات الفعالة فيما فشل لوبيتيغي تماماً في خلق تلك التوليفة التي نجح زيدان في وضعها بين يديه واستغلال التفاصيل الدقيقة من أجل تحقيق الفوز فرأينا فريقاً هشاً ضعيفاً غير قادر على إيجاد الحلول يتعامل مع الفرص التي تلوح له بلامبالاة غريبة أمام سيسكا موسكو هذا الفريق الذي لم يراوده حتى حلم الخروج متعادلاً أمام كبير القارة ولكن ها هو يفوز.



وتحول لاعب مثل توني كروس المعروف بدقة تمريراته التي تُقاس بالمليميتر الى لاعب يهدي الخصوم أهداف على يد لوبيتيغي فبدلاً من أن يصنع هدف لزملائه تكفل بتقديم تمريرة هدية لمهاجم سيسكا موسكو الذي سجل هدف الفوز لفريقه في موقف أثار دهشة الجميع.


كما يصر لوبيتيغي ويعاند الجميع ونفسه في المقام الأول ويؤكد بأن هجوم الفريق بخير بدون كريستيانو رونالدو الذي رحل عن صفوف الفريق لكن الواقع والحقيقة تؤكد بأنه فقد سلاحاً فتاكاً للخصوم هذا رونالدو الهداف التاريخي للبطولة بالتأكيد أثر بالسلب على هجوم الفريق وتتحمل ادارة النادي برئاسة فلورنتينو بيريز مسؤولية رحيله وعدم تعويضه بالبديل الكفء وهذا واضح وبقوة.



كما فقد ريال مدريد ميزة كان يستغلها زيدان كثيراً وحسمت مباريات كبيرة للنادي الملكي بل وحمل الميرنغي ألقاباً وكؤوساً كبيرة بسبب تلك الميزة وهي التسجيل من العرضيات ومن الركلات الثابتة فكم مرة سجل راموس أهدافاً من رأسيات كم مرة استغل رونالدو وبنزيمة والجميع العرضيات الرائعة المقدمة من الرائع "تحت قيادة زيدان" مارسيلو وكارفخال اللذان تحولا لرماد وسراب تحت قيادة لوبيتيغي.


أين الفكر أين الخطط أين المنطق كيف تضرب التكتلات كيف تستغل أنصاف الفرص للتسجيل كيف تُعيد شراسة هجوم الميرنغي الذي كان يرعب الخصوم كل هذه الألغاز مطالب لوبيتيغي بحلها والاجابة عليها بشكل عملي وإلا سيلاقي مصير مواطنه رافا بينيتيز الذي رحل من الباب الكبير في منتصف الموسم وخلفه أسطورة حقق كل شيء اسمه زيدان.

هناك تعليق واحد: