الأحد، 7 أكتوبر 2018

ليلة القضاء على مودريتش!



سنوات من السحر الكروي قدمها الأنيق الكرواتي لوكا مودريتش على ملعب سانتياغو بيرنابيو في العاصمة الإسبانية منذ وصوله قادماً من توتنهام بطلب من قبل المدرب البرتغالي السابق لريال مدريد جوزيه مورينيو.
في الكثير من الأعوام الماضية كان مودريتش يستحق أن يطلق عليه لقب رجل مدريد الأول بسبب منحه الاتزان لوسط ريال مدريد على جميع المستويات الدفاعية والهجومية، الكرواتي يساعد في الضغط على وسط المنافس وتقديم العون الدفاعي للزملاء بجانب الأناقة في الاستحواذ على الكرة والتمريرات السحرية الطولية والقصيرة والدقة في التمرير.
ريال مدريد فشل في تحقيق لقب دوري الأبطال الأوروبي مرة واحدة فقط في آخر 5 سنوات حينها سقط  في بيرنابيو أمام يوفنتوس بينما غاب مودريتش عن الوسط بسبب الإصابة وهو ما استغله البيانكونيري بالشكل الأمثل ويؤكد على أهمية اللاعب الكرواتي لريال مدريد.
نعم مودريتش طيلة السنوات الماضية كان يستحق منافسة كريستيانو رونالدو على لقب الرجل الأول لريال مدريد فالبرتغالي الأفضل هجوميا والكرواتي الأفضل في الوسط مثلما القائد راموس الأفضل دفاعيا، بالتأكيد مودريتش له دور بارز في تتويج ريال مدريد بآخر 3 ألقاب من دوري الأبطال الأوروبي ووصافة المنتخب الكرواتي في كأس العالم في روسيا.
الأمر المخيب للآمال ليس في فوز مورديتش بجائزة أفضل لاعب في أوروبا من قبل اليويفا وأفضل لاعبي العالم 2018 من قبل فيفا بل في تأثير تحقيق الجائزة على اللاعب الذي يبدو أنه شعر بالوصول إلى جميع أحلامه وطموحاته الكروية سواء على المستوى الجماعي بالوصول لنهائي المونديال والسيطرة التامة على لقب دوري الأبطال الأوروبي أو على المستوى الفردي وتحقيق جائزة الأفضل في أوروبا والعالم.
جماهير ريال مدريد أكثر من ساندت مودريتش من أجل الفوز بالجوائز الفردية في 2018 لكنها أكثر من دفعت الثمن حيث قدم الكرواتي أسوأ مستوياته منذ وصوله للنادي في الموسم الحالي.
اللاعب البالغ من العمر 33 عاما لم يسجل أي هدف سواء في الليغا أو دوري الأبطال الأوروبي في الموسم الحالي واكتفى بصناعة هدف فقط في كل المسابقات من المشاركة في 10 مباريات، الأمر المدهش أن دقة تمريرات بلغت 88% فقط بينما في المواسم الماضية لم تقل عن 92% ولم يحقق الكرواتي جائزة أفضل لاعب في المباراة في أي لقاء مع ريال مدريد في الموسم الجاري.
بالمقارنة بمردود مودريتش في روسيا 2018 سجل هدفين وصنع هدف في 7 مباريات فقط ونال جائزة رجل اللقاء مرة واحدة وهو ما يؤكد التأثير السلبي للجوائز الفردية على الكرواتي.
المؤكد كذلك أن مودريتش تأثر نفسياً من فشل مخططاته بالرحيل عن صفوف ريال مدريد والانتقال لإنتر ميلان في الصيف الماضي ورفض فلورنتينو بيريز رحيله عن النادي، اللاعب كذلك كان يرتبط بعلاقة جيدة مع مدربه السابق زين الدين زيدان عكس مدربه الحالي لوبيتيغي.
مدرب ريال مدريد جولين لوبيتيغي فشل هو الآخر في منح لاعبه الثقة لاسيما مع استبداله 3 مرات في 10  مباريات لعب هذا الموسم مما يعني فقدان الثقة في اللاعب الكرواتي وعجز المدرب في التعامل النفسي مع لاعب كبير بحجم مودريتش.
بأداء مودريتش المتواضع هذا الموسم تحولت ميزة مدريد الكبرى المتمثلة في الوسط المرعب المكون من كروس ومودريتش وكاسيميرو إلى نقطة ضعف كبيرة هذا الموسم وهو ما ظهر من خلال الأخطاء الجسيمة للاعبين الثلاثة من بينها تمريرات كاسيميرو الخاطئة ضد ديبورتيفو الأفيس في فيتوريا وتسبب كروس في هدف سسكا موسكو في شباك ريال مدريد ليتحول وسط ريال مدريد المُرعب مع زيزو إلى نقطة ضعف كبيرة هذا الموسم وهو ما يؤكد فشل لوبيتيغي في التعامل مع لاعبي فريقه والتطوير من مستواهم وحل مشاكلهم النفسية والفنية معا.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق