الخميس، 4 أكتوبر 2018

مخدر "سبيرز" يسري في عروق برشلونة

لحظة انتعاش تسبب فيها مخدر سبيرز، انتشى برشلونة بالفوز، شعر أنه يلمس السحاب وهو لا يزال على الأرض، عاش في عالمه الخاص بعيدا عن ضجيج الانتقادات.
لكن هناك لحظة يعود فيها الفريق إلى أرض الواقع..ماذا بعد انتهاء معفول المخدر؟ هل لا يزال يفكر في الليغا أيضا؟ هل سيعود فالفيردي إلى مداورته المحفوفة بالمخاطر؟ هل ينتظر برشلونة أي تعثر لريال مدريد كي يمارس هوايته في نزيف النقاط؟
تحت تأثير المخدر تصبح الأحلام حقائق، لقد رأينا أرثور ميلو يرتدي قناع تشافي..لم يستطع البعض أن يميزه عن قائد البلوغرانا الأسطوري، ولكن هل يستمر؟ 

الإجابات فقط الوقت من سيجيب عنها..معركة ميسي مع دوري أبطال أوروبا ليست مثل سابقتها..إنه يريد الفوز بالأبطال كي يربح كل شيء..هكذا اعترفوا أن من يحصد اللقب يصبح الأفضل وتنهمر الجوائز الفردية عليه.
لقد نجح فالفيردي في الفوز وهو يطبق طريقة "4/3/3" وهو انتصار كبير لأن الاخفاق كان سيعني العودة إلى طرق أخرى لا يميل جمهور برشلونة إلى استخدامها.
ربما وقف القائم مرتين ضد ليونيل ميسي في موقعة توتنهام ولكنه أيضا أحرز هدفين صعد بهما إلى صدارة ترتيب الهدافين في دوري أبطال أوروبا بخمسة أهداف لاسيما أن سجل هاتريك في الجولة الماضية أمام أيندهوفن الهولندي. 

واستمر الحظ يعاند لويس سواريز خارج الديار في دوري أبطال أوروبا حيث فشل في التسجيل أمام سبيرز..اعتقد البعض أن ويمبلي قد يكون علامة فارقة في مسيرة النجم الأوروغوياني ..ولكن استمر الاخفاق في هز الشباك بينما كانت النقطة المضيئة للاعب خلال مباراة توتنهام هي قدرته على خداع المنافسين بتحركاته وإفساح المجال للنجم ميسي كي يسجل لذا يحسب له المجهود غير المباشر في الفوز.
اضطر فالفيردي للتضحية بعثمان ديمبلي مهما كانت النتائج..انحاز إلى الاتزان في وسط الملعب بزرع أرثورو ميلو بجوار راكيتيتش وبوسكيتس ثم استفاد من كوتينيو في مركز الجناح الأيسر..النتائج ظهرت في الدقيقة الثانية من عمر مباراة توتنهام حين سجل النجم البرازيلي هدف برشلونة الأول.
انتهى برشلونة من رحلة ويمبلي ولكن سيعود إلى الليغا بكل ما فيها من كوميديا سوداء..الابتسامة الحزينة أن يتصدر برشلونة جدول الترتيب وهو لم يجمع سوى نقطتين في آخر ثلاث مباريات..فهل سيكون ميستايا موقعة جديدة للأحزان أم تصبح معركة ويمبلي نقطة انطلاق للبحث عن الذات.
في ويمبلي سمع الجميع زئير كليمونت لينغليت لقد استرجع 10 كرات من المنافس توتنهام ورغم أنه أحد أسباب استقبال مارك أندري تير شتيغن للهدف الثاني فإنه حرم سبيرز من الكثير من الكرات واستطاع مع جيرارد بيكيه تعويض إصابة صامويل أومتيتي في غشاء الركبة اليسرى..ربما استطاع نسيان البطاقة الحمراء التي حصل عليها أمام جيرونا وتسببت في التعادل بهدفين لمثلهما بعدما كان الفريق متقدما. 

وانتاب أرتورو فيدال نوبة صراحة تحت تأثير مخدر سبيرز بعدما نشر وجها غاضبا عبر حسابه على موقع الصور "انستغرام" دفع صحيفة "سبورت" للتأكيد على أنه غاضب بشدة من مشاركته لدقائق قليلة في مباراة توتنهام بعدما كان يعتقد أنه سيبدأ اللقاء بدلا من إيفان راكيتيتش.
قد يكون سلوك فيدال مثيرا للقلق ولكنه يؤكد على تواجد المنافسة بين اللاعبين على اللعب بصفة أساسية..هناك شعور سائد بأن كل منهم لديه القدرة على المشاركة دائما وكسب ثقة فالفيردي وهو ما يضع الجميع تحت ضغط كبير لتقديم الأفضل وهو عامل لم يكن حاضرا في أوقات سابقة.
صفقات الصيف الماضي بدأت تدخل حيز التنفيذ وإذا تأخر مالكوم دي أوليفيرا في اللحاق بقطار المشاركات فإنه حتما سيبذل قصارى جهده للفوز بثقة فالفيردي وإلا عليه البحث عن فريق آخر يقتنع بإمكانياته..قد يكون الفارق شاسعا في التأقلم بين برشلونة وبوردو لأنه الفريق الأفضل في العالم الذي قطع عهدا بأن يقدم الكرة الجميلة للجمهور ويجب أن يدفع كل لاعب في الفريق ضريبة ذلك غاليا ويقدم المجهود اللازم لذلك.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق